Nativity Message 2025 – Arabic

رسالة خدمة الدياكونية

أحبائي محبي خدمة الدياكونية

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدني أن أهنئكم ببدء عام ميلادي جديد عام ٢٠٢٥ وأهنئكم باحتفالنا بعيد الميلاد المجيد متمنياً لكم عيداً مباركاً سعيداً وعاماً جديداً مملوء بالرجاء والفرح.

 إننا نشكر الله لأجل عمله العجيب في خدمة الدياكونية وامتداد هذه الخدمة الجليلة لخدمة كل إنسان محتاج.

نشكر نيافة الأنبا ابراهام وجميع الخدام والخادمات في مجالات خدمة الدياكونية المتعددة طالبين أن يعوضهم الله أجراً سماوياً. كما نشكر جميع الأحباء الذين يدعمون هذه الخدمة سواء في عملهم التطوعي أو مساهماتهم المالية. نشكركم جميعكم علي محبتكم واهتمامكم بدعم خدمة الدياكونية راجياً لكم كل خير وبركة.

أود أن نتأمل معاً مع بداية العام الجديد بعض المعاني الجميلة لخدمة الدياكونية التي هي عمل الرحمة ومساعدة كل إنسان محتاج.

١–خدمة الدياكونية هي طريق العظمة الحقيقية

 كل إنسان يريد أن يكون عظيماً وعظيم أن الإنسان يسعي أن يكون عظيماً. ولكن المهم هو ما هي العظمة التي يسعي إليها الإنسان؟ يذكر لنا الكتاب المقدس أن تلاميذ المسيح حدث بينهم صراع حول من هو الأعظم “فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً (دياكون) ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً” (مر١٠: ٤٢- ٤٤). ثم قدم السيد المسيح نفسه كمثال لتلاميذه لكي يتمثلوا به فقال “لأن أبن الإنسان أيضاً لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مر١٠: ٤٥).

٢–خدمة الدياكونية خدمة متحركة (ديناميكية)

 يذكر إنجيل متي عن خدمة السيد المسيح “وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب” مت ٤: ٢٣. والقديس بطرس قال عن خدمة المسيح “الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع ١٠: ٣٨).

السيد المسيح ذهب إلي المولود أعمي وشفاه رغم أن المولود أعمي لم يكن يعرفه وتحنن علي ارملة نايين وأقام أبنها رغم أنها لم تعرفه أو تطلب منه ولكنه لما راها تحنن عليها. خدمة الدياكونية تذهب للمحتاجين وتبحث عنهم وتساعدهم لا أن تحد الخدمة في مكان معين.

٣–خدمة الدياكونية خدمة لكل أحد

لم تقتصر خدمة المسيح على فئة معينة بل كان يجول يصنع خيراً للجميع اليهود والأمميين، الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، الأبرار والخطاة وهكذا. خدمة الدياكونية ينبغي أن نهتم بكل أحد دون تفرقة فعمل الرحمة هو عمل لكل إنسان محتاج لعمل الرحمة أي كان هو أو هي.

٤–خدمة الدياكونية خدمة لكل احتياجات الإنسان

السيد المسيح كان يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب (مر٤: ٢٣). الإنسان وحده واحده لا تستطيع أن تفصل احتياجات الإنسان الجسدية عن الروحية. لذلك السيد المسيح خالق الإنسان والذي يعرف احتياجاته كان يهتم بكل احتياجات الإنسان. وهكذا خدمة الدياكونية تتنوع برامجها بسبب تنوع احتياجات الإنسان حتي نستطيع أن نتمثل بالسيد المسيح الذي كان يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.

٥–خدمة الدياكونية لها هدف أعظم

السيد المسيح تنوعت الخدمات وأعمال الخير الذي كان يقوم بها ولكن الهدف الاسمي هو أن يقود الإنسان إلي معرفته وإلي خلاص الإنسان. في معجزة شفاء المولود أعمي لم يقتصر عمل المسيح أن يعيد البصر إلي المولود أعمي بل قاده إلي الإيمان به الإيمان أبن الله الذي جاء لخلاص الإنسان. عندما أحضروا المفلوج للسيد المسيح بدأ المسيح بمغفرة الخطايا وأقام المفلوج لأثبات سلطانه أن يغفر الخطايا.

خدمة الدياكونية تختلف عن أي خدمة اجتماعية أو إنسانية إنها تسعي لخلاص نفس الإنسان الذي تخدمه وليس فقط أن تسدد احتياجاته المادية.

الرب يبارك في خدمة الدياكونية ويهبها النمو المستمر. وكل عام وأنتم بخير

الأنبا سرابيون

مطران لوس انجلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي